هل أنت ثري؟ وماذا تعني لك الثروة؟
لاشك أن إجابتك ستكون وفقا لممتلكاتك المالية … أو عقارتك الداخلية او الخارجية … أو إستثماراتك في البورصات العالمية …
تمهل قبل أن تجيب، فهناك الكثير من الثروات التي بين يديك والتي هي عن بالك تغييب … تفقد في نفسك و من حولك فستجد أنك حقا ثري! وثروتك ليس لها مثيل …
ولكن قبل أن أخوض في تفصيل هذا المقال، أريد ان أطرح عليك مثال….. لو كان عندك موظف غير كفء يُتلف ممتلكات الشركة او البيت و لا يهتم بالتعليمات التي تقولها له و دائم الإعتذار بل وقائمة أعذاره دائماً جاهزة عند وقوع أي تقصير بالإضافة إلى تذمره الدائم على الظروف و طبيعة العمل … هل تقوم بزيادة راتبه … هذا لو افترضنا انك لم تقم بفصله من العمل … و لله المثل الأعلى هل تتوقع ان الله سينعم و يتفضل و يزيد من ثروات من يسيء استخدام النعم ؟ فكما نعلم ان النعم تدوم بالشكر و كذلك بطر (كفران) النعمة دليل قرب زوالها. إن الله يعلم ما كان و ما لم يكن لو كان كيف يكون فهو العليم الحكيم مقسم الأرزاق و كل شيء عنده بقدر سبحانه، فإنه اعطانا بعض الثروات كإختبار و تقييم لنا و من يحافظ و يديم الشكر قولا و عملا يزيده الله منها.
و سأنبهك إلى ثروات في متناول يديك و هي أمام عينيك و لا تقدر بملايين الدراهم والدنانير وإذا ضممتها إلى رصيدك المالي لا شك انك ستحدث من التغيير والتأثير الشيء الكثير … ومنها
1- مهارة التفكير : وكما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “تفاؤلوا بالخير تجدوه” وهو مشاهدة الفرصة في كل مصيبة و المصائب التي يمر بها الإنسان هي عبارة عن سلم بعد ان يجتاز كل مصيبة يرتقي و يقوى عوده حتى يكون مستعد للتي تليها و بعد مضي السنوات تجد هذا الشخص اصبح علم من أعلام المجتمع و هذا لم يحدث في يوم وليله ولكنه تجميع للعمل على رؤية الخير و التفكير الإيجابي في كل الحوادث و الكرب التي يمر بها و محاولة تخطيها واحدة تلوى الأخرى.
2- الصحة :فالكل يعلم اهميتها … و يعرف ما يجب ان يقوم به من زيادة الحركة و قلة الأكل و التركيز على نوعية الطعام، ولكن مثل ما يقول Jim Rohn ” المعرفة بدون عمل ليست معرفة”، فالتركيز على العمل و تطبيق ما تعرف في الجانب الصحي و جميع الجوانب و إعطاء الجسد حقة و كما يقول الرسول صلى الله عليه و سلم “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ“.
3- الهدف :فكلما كان هدفك كبير كان رزقك اكبر فعلى سبيل المثال لو كان الإنسان يفكر في نفسة فقط فهو يحتاج إلى 1000 إلى 2000 دينار شهريا لكي يسير حياته اليومية و يلبي رغباته، اما إن كان هدف الإنسان اسرته فإن سوف يحتاج من 2000 إلى 5000 دينار شهريا لكي يعيش بهناء مع اسرته فما بالك لو كان هدف الإنسان بلده … او البلاد العربية و الإسلامية … او حتى عمارة العالم بأسره فكم ستتوقع أنه سيحتاج لكي يلبي طموحة … و مشاهد عندنا الكثير من الأمثلة في الكويت ممن تبنوا قضايا أكبر من أشخاصهم مثل العمل أبو بدر عبدالله المطوع عليه رحمة الله و العم يوسف الحجي والدكتور عبدالرحمن السميط أسأل الله أن يطيل أعمارهم و يثبتهم على عمل الخير و هم على سبيل المثال لا الحصر ففي كل قطر هناك العديد ممن جعلوا أهدافهم أكبر من أشخاصهم و بلدانهم و تحدوا الصعاب والعقبات حتى برزوا و اصبحوا قدوات يشار إليهم بالبنان.
4- والوقت افضل ما عُنيت بحفظه و اراه اسهل ما عليك يضيع ، انما انت دقائق و ساعات فكلما حرصت على استثمارها و توظيفها فيما يفيد و يطور كانت النتيجية التي تريد، والعكس صحيح. خطط ليومك و لأسبوعك و ضع مواعيد لتحقيق اهدافك و قسم أهدافك إلى اهداف صغيرة موزعة على مدار السنة فكما قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وازكى التسليم “ قليل دائم خير من كثير منقطع”
5- العلاقات :الإنسان كائن إجتماعي بطبعة، و كما يقول المثل “الجنة من غير ناس ما بتـنــداس“. هل انت ايجابي في علاقاتك أم لا ، هل أنت مؤثر في علاقاتك أم متأثر، هل تقوم بمساندة من حولك من زوج و أبن و أخ و أب و أم و صديق … هل تعبر لهم عن مشاعرك بأستمرار و عن أهميتهم في حياتك … هل تدعمهم مهما كانت قراراتهم مقاربة أم مخالفة لرأيك الشخصي …
فلنعتبر أن هذه الثروات هي الإختبار البسيط لنا قبل ان نحصل على الثروة و كما قلنا في السابق أن الثروة اكبر بكثير من المال. فما هي درجتك في الأمور الخمسة السابقة و كيف ستقوم بتطويرها. و هل لديك خطة للتطوير جاهزة و مكتوبة ام انها فقط أحلام وآمال تأمل انها ستتحقق في يوم من الأيام.
فبمقدار تطورنا في الثروات الضائعة و حرصنا على ما نملك يزداد ما نملك، و تنمو ثرواتنا فكما يقول الإستاذ عبدالكريم بكار(و هو من كبار المفكرين وتعلمت من كتبه الكثير واتمنى لقائه)” إن المستقبل هو بناء قواعده الواقع” فلكي يصبح لديك مستقبل زاهر و جميل عليك التركيز على القواعد وهي الواقع … جمل واقعك يتجمل مستقبلك، تفنن في إستثمار الثروات الضائعة تتكون لديك الثروات
تحويل المعلومات الى أفعال هي الحقيقية المهمة ل تكوين الثروات فماذا ستقوم بعمله الآن؟