كوب من القهوة


اليوم هو يوم من الأيام القليلة في حياتي التي أشرب فيها كوبا من القهوة …
عند من يعرفني … يعرف أن هذا يعتبر من المستحيلات في حياتي …
لأني لا أستسيغ طعم القهوة علاوة على أنها تبقيني مستيقظا إلى وقت متأخر من الليل حتى لو كان شربي لهذا الكوب في الصباح …
و السؤال الحقيقي هل هذه حقيقة أم وهم …
فالانسان يعيش في حياته وفق قوانين وقواعد ثابته
أنا انسان عجول … لا أتحمل الإنتظار …
أو أنا إنسان عصبي … أغضب بسرعة فلا تختبر صبري …
أنا إنسان خجول … لا أمتلك الشخصية لكي أتحدث أمام الناس …
أنا لا أستطيع أن أصحو مبكر … فأنا رجل ليل … أعشق السهر …
أنا … و أنا …
نضع كل هذه الأطر و القوانين التي تصفنا و تحدد ما نقوم به و ما لا نقوم به …
فنكون كالرجآل آليين لنا أطر و لنا نطاقات ثابته لإنفعالاتنا و تصرفاتنا و برامج محددة نعمل وفقها …
و بعد ذلك نقول لماذا لا نستطيع النجاح في التجارة … أو في الحياة
و الحقيقة هي أننا نريد أن نربح في تجارتنا دون أن نغير شيء في جدولنا اليومي …
نريد أن نجني الأرباح و نحن نقوم بما نحب وقت ما نحب و عن طريق العمل مع من نحب !!!
كالطفل الصغير الذي يريد أن يلعب طوال اليوم و طوال السنة الدراسية و بعد ذلك يحصل على الإمتياز لكي يفرح و يفرح من يحب …
أو كمن يريد أن ينقص وزنه … دون أن يقلل أكله أو يمارس أي نوع من الرياضة بإنتظام أو يقلل من الحلويات و المعجنات …
يريد أن يعيش حياته كما يحب و يريد أن تكون النتائج كما يحب أيضاً … دون أن يغير أي شي في نظام حياته !!!
أو قد تجد من يقبل أن يغير نظام حياته لفترة قصيرة و يريد أن يحتفظ بالنتائج الإيجابية إلى الأبد …

الحل هو بمعرفة ماذا نريد و ماذا يجب علينا عمله لكي نحقق ما نريد ثم نقوم بعمل ذلك بشكل يومي …
وأثناء عملنا نكتشف ماينجح فنقوم بتكراره و نكتشف ما لا يحقق لنا النتائج المطلوبة فنتوقف عن العمل به فورا …

نعم هذا هو الحل بكل بساطة … كلنا يعرف ماذا يريد و كلنا يعرف الثمن الحقيقي الذي يجب أن ندفعه و لكننا بدل من ذلك نقوم بما نحب أو نشعر أننا ملزمون بعمل ذلك لحرج شخصي أو إجتماعي و نتمنى على الله الأماني …
نقول و نعلق على الظروف و الأسباب فهذا يقول هذه طبيعة جسمي و ذاك يقول أنا مزاجي و آخر يعلق الأرباح و الخسائر على الأزمات المالية أو بسبب عدم قدرته على الحصول على الموظفين المثاليين … و الواقع أننا نمثل دور الضحية و أنه ليس بإستطاعتنا عمل شيء في الوقت الراهن … فهل هذه هي الحقيقة … بالطبع لا …
هي مجموعة أعذار نقولها لأنفسنا و للآخرين حتى لا نشعر بتأنيب الضمير أو التقصير إتجاه مسؤولياتنا وأعمالنا …
أو لكي لا نقوم بما يجب علينا القيام به
فلنتذكر أننا نحن المسؤولون عن أعمالنا و أن نتائجنا هي حصيلة قراراتنا و أفعالنا …
وإن كانت هناك عوامل و ظروف خارجية …
فماهو التغيير الذي أحدثناه في مؤسساتنا حتى نستطيع أن نستوعبه أو حتي نستفيد منه …
وكما يقال “الشيء الوحيد الثابت في هذا الكون هو التغيير” فماذا أعددنا له …

ركز على نفسك …
راقب أفعالك و أقوال …
أسأل نفسك عن أسباب قيامك ببعض الأمور وعدم رغبتك بالقيام بأمور أخرى …
جرب القيام بأمور لم تقم بها من قبل …
ستكتشف ذاتك و تتعرف أنك تستطيع أن تكون من تريد ، حتى لو كان التغيير مُراً ككوب القهوة ، فإنك ستحقق بإذن الله ماترجوه من العزة والرفعة

نُشِرت في تكوين الثروات | الوسوم: | 6 تعليقات

مدن في الجبال


كنت أسير في جبال تركيا تحديدا في مدينة طرابزون و بعد جهد جهيد في السير بين هذه الجبال توقفت لأستريح …
هذه الطرق قديمة قبل قرابة ٢٠٠٠ عام …
و راودني هذا الخاطر …
هم قاموا ببنائه بدون الوسائل الحديثة و المعدات المتطورة و أنا عاجز عن السير فيه …
نعم إحتجت أن أرتاح عدة مرات قبل الوصول إلى المدينة المنشودة! …
قالوا لي أن الوقت تقريبا ربع ساعة …
و قد أخذ مني أكثر من ساعة …
كيف إستطاعوا بناء مدينة كاملة في منتصف الجبال ليست في قمة الجبل فهناك الجليد و ليست في قاعه فهناك الأنهار و الفيضانات ولكنها معلقة في المنتصف و الأغرب من ذلك أن درجة الحرارة في هذه القرية الجبلية هي أدفأ من أسفل الجبل مع العلم أننا كلما أرتفعنا إنخفضت درجة الحرارة و لكن ليس في هذه القرية فما هو المجهود المبذول في إختيار المكان و ما هو الجهد المبذول في إنشاء هذه القرية المكونة من عدة طوابق نعم هذه القرية تحتوى اربع أدوار فوق بعضها البعض بشكل يجعلها جزءا من الجبل …
كم من الوقت إستهلكت و كم من الأجيال إستغرق بناء مثل هذه المدنية و مثلها كثير في العالم هم عرفوا ماذا يريدون و توحدوا و صنعوا المستحيل من غير تقنياتنا الحديثة ووسائلنا التى نفتخر بها و لكن السؤال الحقيقي هو ماذا نريد نحن …
ما هي البصمة التي نريد أن نذكر بها و وتفخر بها الأجيال من بعدنا؟

و اعلم أننا لن نستطيع عمل شيء مميز لوحدنا نحن نحتاج إلى فريق أو فرق عمل يكمل بعضها بعضا يعيشون الهم لصناعة شيء لم يكن له وجود إلا في مخيلتهم …
أو لحل مشكلة دولية كانت أو إجتماعية …
هم يعيد بث الحياة في الإنسان …
هدف يجعلك تستيقظ كل صباح هذا إن إستطاعت النوم بالأساس …
هدف يجعل للحياة قيمة و للزمن ميزان و إعتبار …
فهل تملك هذا النوع من الأحلام و الأهداف إن كان الجواب بلا فهذا هو أفضل وقت للإختيار و إن كان جوابك بنعم و تريد صناعة المستحيل في مجال تخصصك …
وتريد أن تحول هذا الحلم إلى حقيقة تواصل مع من تميز في مجالك على مستوى العالم لتكون فريقك الذى يحمل حلمك ويبذل في سبيله الغالي و النفيس …
جد وإجتهد في مجال تخصصك
تميز بما تقوم به فهذا ليس طريق الراحة و الخمول ولكنه طريق التميز و الخلود …
طريق يؤهلك لحفر إسمك في كتب التاريخ و التراجم …
لا تقول هذا الشيء غير ممكن …
فنحن نعيش في عالم المستحيلات …
الطائرة و السيارة و العمارات الشاهقة و اجهزة المحمول …
هذه بعض المستحيلات التي جالت في خاطري واليوم قد جاء دورك فأشرق و تميز بعلمك و همك وأمضي في طريق هدفك المنشود …ولا تقول لي ان القطار فات وأن الوقت الحالي يخلوا من الإنجازات فهذه قصة ليست قبل آلاف السنين ولكنها حصلت الإسبوع الماضي …
تواعدت مع أحد الأصدقاء ممن يعيش في إسطنبول وكان الوعد في أحد المقاهي المشهورة في أحد الأسواق هناك …
وأول اللقاء …
أخذ يتحدث باللغة التركية يرحب و يهلل مع أحد العاملين في المقهى …
وبعدها التفت علي وقال هذا الشخص هو فرد من أسرة مكونة من ٩ إخوة مستوى معيشتهم أقل من الكفاف صارعوا الفقر والجوع ولكنهم مميزون وهو الأكبر بين أخوته …
فقلت في نفسي إجتهد وعمل لكي يحسن وضعة …
ثم أكمل قائلا
عندما بلغ الرابعة عشرا أخذ المسؤولية على عاتقه لتغيير واقعه وواقع أسرته …
فعمل بأحد الوظائف براتب ٤٠٠$ أمريكي تقريبا …
فكان يعيش بربع الراتب و يدخر الربع الثاني و يحول نصف راتبه لإسرتة لكي يتعلموا و يكملوا تعليمهم …
و بعد بضعة سنوات إستطاع جلب أخيه من القرية وساهم في توظيفه و أقر عليه ما أقره على نفسه من قبل النصف للأسرة و الربع معيشة و الربع الأخير للإدخار …
و بعد بضعة سنوات وجدوا محل للإيجار فقاموا بشراء حقوق ملكية أحد المقاهي من مبلغ الإدخار و تركوا العمل عند الغير و بدأوا في مشروعهم وها أنت ترى هذا المقهى فهو نتاج إجتهادهم و جدهم …
فقلت له هو يملك هذا المقهى !!!!
فرد علي نعم و جميع إخوته قد أنهوا تعليمهم و هم قد تبدل حالهم وأصبحوا يوظفون وقد كان من الصعب عليهم الحصول على وظيفة كريمة …
ومن الجدير بالذكر أن هؤلاء الإخوان التسعة من حفظة كتاب الله …
فما أجمل أن يتوج العلم بالعمل و تتوج الخطة بالتنفيذ وأن يكون القائد صاحب حلم مستحيل ثم يشاهده حيا أمام عينيه …
هذا القائد لم تمنعه النعمة على ترك العمل و الإلتفات إلى مسرات الحياة …
بل لازال يعمل ولا تستطيع تمييزه عن موظفيه …
في أغلب المقاهي و المطاعم تجد المدير يلبس ما يميزه و إذا صادفت صاحب المقهى فتجده جالس مع أصحابه أو تجده يأمر وينهى …
لكن أن تجده يعمل مثلهم و يقف و يرحب بالزبائن ويأخذ الطلبات فهذه إشارة إلى أنه صاحب حلم كبير أكبر من الواقع الذي يعيشه والذي يعتبر للناظر من بعيد أنه من المستحيلات …
وسوف نشاهده بعد بضعة سنوات و نشاهد ما آل إليه وماهي الإنجازات التي سيحققها …
والأهم من ذلك هو ماذا تريد تحقيقه …
هل لديك حلم كبير يجعلك تغير واقعك و تصنع الواقع الذي ترمي إليه …
بالجد والإجتهاد و العلم و التعاون فيما بيننا نصنع المستحيل …

نُشِرت في تكوين الثروات | الوسوم: | 11 تعليق

الكذب و النجاحات الخارجية


كنت اقوم البارحة بتدريس ابنتي الكبرى فرح مادة التربية الاسلامية و عرفنا العبادة على أنها إسم جامع لكل ما يرضي الله تعالى من قول و عمل ظاهرا و باطنا …
و كانت من الأسئلة ما هي الامور التي يبغضها الله تعالى فكان منها الكذب و هنا لم استطع الاستمرار فوضعت الكتاب و بدأت أحدثها عن أهمية الصدق في نجاح الإنسان و أن الكذب هو مفتاح الهزائم النفسية و التي تودي بالإنسان الى الشعور بالضعف و الإنهزامية و الإفتراء بأن بعض ما يقوم به يكون مجبر عليه إما لغلبة نوم أو لغلبة طعام أو لحبه الشديد للعب …
و بعدها قمت بالخروج لزيارة إحدى الدواوين (مكان يجتمع فيه الرجال في الكويت) لأصدقاء أكن لهم كل المودة و أستفيد و أتعلم من مجالسهم و طرحهم البناء و بعد أن أنهينا الدراسة و الحديث كان وقت العشاء فقاموا مشكورين بإحضار طبق فيه من طيب الطعام فإعتذرت و أخبرتهم بأني قد قررت عدم أكل شيء ليلا وإن كنت مجبرا فقطعة من الفاكهة و أني قد خالفت برنامجي هذا بالأمس و قد تعبت و أجهدت من إثر ذلك اليوم …
فرد علي صاحبي وهو ممن تميز بالحلم و الحكمة بأنه لا يقوى على مقاومة العشاء فقلت له كذبت …
نحن نقرر ما نقوم به …
ولم أحاول إكمال الحديث لأني كنت على موعد آخر بعد دقائق.
و في الصباح الباكر لم استطع ان افكر في موضوع آخر غير حديثي مع صديقي و مع إبنتي و ربطهم بالنجاحات حتى أخذت الهاتف الجوال و بدأت بالكتابة …

و تذكرت بعض لقاءاتي السابقة مع مدراء الشركات عندما كنت أحدثهم عن التوجيه وأثره في تطوير المؤسسات و كانوا يصرون على أن مشاكلهم الحقيقة هي مشاكل خارجية وأن مشاكلهم الداخلية تحت السيطرة و عندهم القدرة والكفاءة على حلها …
فقمت بسؤال مدربي و موجهي دوشان (Dusan) صاحب كتاب قيادة الخط المستقيم (straight line leadership) عن مصداقية ذلك فكان رده بدون تردد أو تأخر “إن الضعف الداخلي هو أكبر أسباب المشاكل الخارجية ” فقلت له هناك قوانين و أمور وضعتها الدولة فكيف نقوم بالعمل وهذه القوانين تشل حركة الأعمال فقال
“إن الموظفين في الشركة بشر …
و إن الموظفين في وزارات الدولة بشر …
ومن طبيعة البشر الحوار فنقوم بتأسيس إدارة تقوم بمناقشة هذه القوانين و عمل الدراسات اللآزمة و التعاون مع الشركات و الجهات الرسمية لتذليل العقبات و العمل على تطوير و تعديل هذه القوانين و الشروط التي وضعت من قبل أشخاص يصيبون و يخطؤون و هذا الحل يناسب الشركات الكبيرة …
أما الشركات الصغيرة فلا تملك القدرة على ذلك فتقوم بإعتبار هذه القوانين هي شروط اللعبة ففي كرة السلة يمنع اللاعب من ركل الكره و في كرة القدم يمنع اللاعب من مسك الكره بيديه الا حارس المرمى وفقط في منطقة محدده وكل منهم يقوم باللعب وفق شروط و ضوابط لعبته …
فلماذا نفكر فيما لا نستطيع تغييره و ننسى واجباتنا و مسؤوليتنا في تطوير أعمالنا و تدريب و تأهيل موظفينا لكي ننتقل بشركتنا الى آفاق و مستويات جديدة و كبيرة …
و اعلم أننا بحاجة ماسة الى ثقتنا بأنفسنا و بناء الصدق مع الذات قبل الصدق مع الناس بأن نقوم بالإختيار و الإعتراف بمسؤليتنا إتجاه أنفسنا و أعمالنا و نتحمل كافة النتائج التي تنتج من أفعالنا ولا نحاول تعليق الأمور على أنها خارج سيطرتنا …
نعم هناك أمور هي من صلب صلاحيات أشخاص آخرين فواجبنا محاورتهم فإن وافقوا فهذا شأنهم و إن رفضوا فهذا شأنهم ولنعلم أن دورنا هنا فقط هو محاورتهم و ليس إجبارهم أو العيش كضحية نتيجة رفضهم …”

و أضيف هنا أن هناك أمور ربانية ليس لنا دور أو يد فيها فيجب علينا الرضى و معرفة أن هذا ما تم …
وهو الواقع الحالي وهو من عند الله اللطيف الخبير الرحيم فلطفه و خبرته و رحمته هي سبب ما حدث مهما كان ما حدث محزن أو مفرح

ونسأل أنفسنا دائماً ما هو أفضل ما نستطيع ان نقوم به الآن بامكاناتنا وعلاقاتنا الحالية …
ثم نقوم به فورا.

نُشِرت في مفاتيح الرزق | 11 تعليق

بكاء الاطفال … في ادارة الشركات


اكتب هذه الكلمات … في الفجر و أنغام البكاء تطربنا من ثغر إبنتي الندي ابنة السنة و تذكرت مرة اني سمعت ان هناك أنواعا مختلفة من البكاء …
فنوع هو للجوع وآخر دلال و هناك خاص في الالم …
و هنا تذكرت أستاذي الكندي جورج عندما قال لي ان هناك في الاسكيمو اكثر من عشرة اسماء للثلج … و عندما سألته عن سبب ذلك رد علي انه عندما يكون الموضوع مهم و فيه خطورة على الحياة يجب ان تكون متخصص فيه حتى تنجوا بحياتك فيقول عندنا في كندا لدينا اربعة انواع من الثلج و الفرق بينهم كبير …

فاي شيء مهم لديك يجب ان يكون له عدة اسماء ولكل اسم إجراءاته الخاصه فيه فأحد الانواع ممتع و يستطيع الأولاد أثناء تساقطه اللعب في الخارج … و الاخر خطر يمنع فيه السفر …

فهل أعمالنا و شركاتنا مهمة لدينا لنكتشف اسماء مختلفه فيها و نفرق بين هذه الاسماء …
فماهي مستويات المشاكل المالية لديكم و ما هي مسمياتها و ماهي الاحترازات التي تقومون بها لكل نوع من هذه الأنواعها …

وهل للمبيعات مسميات و مواسم و ماهي الإعدادات التي يجب عملها قبل كل موسم …

فتميز التجار يكون بالاستعداد الصحيح لكل موسم و التقييم الدقيق لكل مشكلة و أخذ الإجراءات اللازمة و المناسبة لكل واحده منها …

تعرف اكثر على شركتك و اختار اسماء و اجعل لكل واحد من هذه الاسماء إجراءاته الخاصة و طرق للتعامل معه و تعلم كيف تستمتع بالاستعداد و العمل في شركتك …

ومما لفت انتباهي في الشركات التي اقوم بزيارتها … و أشاهد بين أروقتها أشخاص جالسين بهدوء منشغلين او هكذا يبدون ولكنهم يصرخون من الداخل … يبكون بصوت أعلى من صوت ابنتي ولكنهم يحتاجون الى ان تسمع من داخل قلوبهم …
فهذا يبكي خوفا على والده المريض ….
و ذلك يبكي لانه لايعرف هل سيبقى في هذه الشركة ام لا …
و اخر يكون بكائه حزنا على ما آلت إليه الشركة فهو يرى ان الشركة يمكن ان تقوم بأكثر مما تقوم به ولكنه يعجز عن القيام بها لوحده …
و هناك من يبكي لانه لا يجد من يستمع إليه او لا يستطيع ان يفهم وجهة نظره …

راقبوا من يعمل معكم و ساعدوهم على التعبير عما يجول في خواطرهم …
عن طريق حوارات هدفها الحوار نفسه و ليست النتائج …
لا يكون هدفنا من الحوار تقييم الطرف الاخر و لكن إعطائه فرصة للتعبير …
فعدم قدرته على التعبير لمده طويله جعله يقول مالا يريد قوله …
كالطفل في اول خطواته …
لا يستطيع ان يسير في خطى ثابته فهو يقع ليقوم و يقوم ليقع …
و لكنه بعد اشهر من التدرب و عدم الياس تجده يجري كالملاك في أرجاء المنزل …
و كذلك من تساعده على التعبير …
و بالمثابرة على الحوارات ولو لم تجد منها فائده بالبداية … لكن لاحقا ستصنع فريق عمل تستطيع الاعتماد عليه و بناء شركة تستطيع الاعتماد عليها و الافتخار بنتائجها … و القرار لك …

نُشِرت في تطوير الاعمال | 20 تعليق

دروس القيادة في الثلج


في قمة جبل فريا في لبنان و على ارتفاع ١٨٠٠ متر عن سطح البحر ذهبنا مع السائق عصام الى شركة Val d’isere و كان في استقبالنا الاستاذ محمد حيث اخترنا الملابس المناسبة لهذه المغامرة الفريدة من نوعها حيث سنقوم بركوب الدراجات المخصصة للثلج و كان قائدنا في هذه الرحلة الاستاذ مصطفى من سوريا و برفقتنا الاستاذ روني مزرعاني و الأستاذة ديانا و ابني مع زوجتي و أمها بالاضافة الى كاتب هذه المقالة وكانت موافقتي على مضض فانا لا أهوى المغامرة …
بدأت الرحلة بتقدم القائد وقد أعجبني تحرك القائد من الامام الى الخلف للتأكد من سلامة الفريق و في بعض الأوقات يتقدم و يقف لكي ينتظرنا حتى نصل و يكتمل العدد ثم يبدأ التحرك من جديد …
كان المنظر أخاذ فاللون الابيض قد غزا المكان فلا تجد شيء الا و اللون الابيض يغلب عليه بالأشجار و الطرقات و البيوت و بعد برهة اختفى كل شيء فلم اعد ارى الا البياض من كل جانب فهالني عظم المنظر وزاد شعوري بالخوف خصوصا عند نزولنا من التلال و الصعود مرة اخرى …
كان القائد يحرص على ان نتبع اثره و كان يذهب يمنة و يسره و لم أرى أي فائده من هذا التعرج الغير مبرر فاخترت ان اصنع طريقي لاني كنت دائما اقرأ في كتب القيادة بان لا تسير في الطرق المعبدة بل اصنع طريقك الخاص و كنت اظن بانه عامل بسيط ولانني اعرف ان الطريق المستقيم هو اقرب خط بين نقطتين و كنت استمتع باختصار الطريق حتى تفاجأت …
انقلبت الدراجة على الجهة اليسرى …
و لعدة ثوان لم اشعر بنفسي و بعدها تحسست قدمي هل هي موجودة ام قطعت فالدراجة فوقها مباشرة و أنا من شدة البرد فقدت الشعور بأعضائي …
ولكني شعرت بها ولله الحمد و العجيب بالأمر انني لم اشعر باي الم ولم اشعر بان الدراجة قد انقلبت بنا و كأننا سقطنا على وسادة هشه من الريش الناعم و كان ارتفاع طبقة الثلج الهشة قرابة ٤٠-٥٠ سم فوجدت صعوبة في القيام و بعد نهوضي ساعدت عمتي في النهوض و اذا بالقائد يجري حتى يتأكد من سلامتنا و حاول بعض المحاولات و بعد وقت وجهد اخرج الدراجة و الى مكان افضل و كانت المسافة بضعة أمتار وكان يجب علينا السير إليها لكن الجهد كان اكبر بكثير مما توقعت فكل خطوة تحتاج الى مجهود كبير فعرفت ان وضع الخطط امر سهل لكن تطبيقها هو ما يحتاج الى جهد وقد يكون هذا الجهد فوق قدرتنا و طاقتنا او هكذا نظن …
وعند وصولي نظرت الى الخلف و اذا عمتي في منتصف الطريق و أنا منهك القوى فلم استطيع الرجوع و مساعدتها بل بقيت مكاني انتظرها و كانت تخطو خطوة و تستريح و رغم تعبها لكنها لم تطلب مني المساعدة لعلمها بعدم مقدرتي و شدة تعبي هكذا قالت لي بعد الرحلة و عندما اقتربت مني مددت لها يدي و ساعدتها على الركوب ووقتها كنا قبيل المغرب فقرر القائد الرجوع ووقتها لم نكن قطعنا نصف مسافة الذهاب بعد و عندما بدأت بالقيادة كانت يدي ترتجف اهو من الخوف او من التعب لا ادري لكني كنت اشعر بهما في داخلي …
و سرنا في طريق العودة وكنت قد خففت من السرعة خوفا من حادث اخر و في الطريق و بعد بضعة دقائق توقفت الدراجة ولم تستطع إكمال الطريق فإذا بنا قد دخلنا في في تله من الثلج الناعم فإذا بالثلج يصل الي منتصف الدراجة و عندما شاهدت الطريق وجدت بأنني تقريبا اتبعت طريق القائد الا في هذه اللحظة حيث كان الظلام قد داهمنا و كنت لا استطيع الرؤية بوضوح فعرفت اهمية الرؤية بالنسبة لقادة الشركات و اهمية التأكد من ان جميع من في الشركة يجب ان تكون لديه نفس الرؤية و التأكد من انهم يسيرون في نفس الطريق لكي يتفادوا التأخير و الحوادث و الأزمات …
و اثناء محاولات اخراج الدراجة اذا بالأستاذ روني يهرع الي مساعدتنا بعد و صول القائد مصطفى بدقائق و قام بالمساعدة من رفع و دفع و لكن لم تتحرك الدراجة فقال لنا القائد ليس لدينا خيار سوى قلب المركبة و دفن جهه ثم اعادة الكرة من الجهه الاخرى و لكي نقوم بذلك علينا بالحفر فقال لنا الاستاذ روني ان يده متجمده و ان قفازه من الصوف ولا يستطيع مساعدتنا بالحفر و هذه نقطة مهمة فنحن يجب ان نساعد ولكن يجب ان لا تكون فيها ضرر على انفسنا و ان نكون مستعدين للمساعده في جانب واحد فقط و قام ينتظر مرحلة الحفر حتى انتهت ثم ساعدنا في قلب الدراجة و بعد ذلك نجح القائد في اخراج الدراجة مرة اخرى من بين الثلوج …
و قمنا بالسير قليلا واذا بجبل ثلجي عملاق و لان الظلام قد حل فقط صبغ هذا الجبل باللون الاسود فشعرنا بالتردد فقام المدرب بأخذ دراجته الى اعلى ذلك الجبل و تبعه الاستاذ روني ثم نزل مهرولا حتى ياخذ الدراجة الثالثة و يصعد فيها فقلت له بعد ان قمت بحساباتي ان هناك شخص يجب ان يصعد هذا الجبل المهيب فتذكرت قول الشاعر و من لا يهوى صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر فقمت بعزم و حزم اخطوى خطواتي الاولى وانا اردد هذا الشعر في نفسي حتى وصلت الى مكان وصل فيه ارتفاع الثلج الهش الى المتر فكانت كل خطوة كانها أميال من الجري الشاق فخارت قواى و سقطت على ظهري و أحسست أني لا أقوى على الاستمرار او هكذا خيل إلي وانا مستلقي على ظهري و رجلي في الثلج غارقة تذكرت كتاب السقوط الى الامام للكاتب جون ماكسويل فقلت لأجعل سقوطي الى الامام حتى اذا قمت اكون قد وفرة خطوة و بعد ان اصبح وجهي على الثلج أحسست بطاقة و أنا اعلم ان رجلي لا تقوى على الحراك فقلت استخدم يدي فبدأت بالزحف على الجليد و بعد دقائق سمعت صوت من داخلي يقول فقط خطوة واحد فكنت اركز كل طاقتي على هذه الخطوة و بعد الانتهاء منها و الشعور بالإجهاد اسقط على وجهه و اكرر الزحف ثم اركز على خطوه واحدة فقط حتي رأيت القائد يجرى نحوي للمساعدة فطلب مني ان أضع ثقلي عليه فرفضت …
لماذا نرفض يد المساعدة خصوصا ممن يقدرون على مساعدتنا و بعد إصراره قبلت و اكتشفت كم كنت مجهدا ( افتقر الى اللياقة البدنية ) و بعد قليل واذا بصوت الاستاذ روني المساعدة قادمة فوضعت يدي الاخرى عليه و سرنا في خطوات سريعة نحو الدراجات و بدنا بالرحلة النهائية و كانت العاصفة الثلجية قد اشتدت و انعدمت الرؤية و لم أشأ ان احدث المزيد من الحوادث فقمت برفع النظارات الثلجية و قاومت الثلج الذي يرتطم في وجهي في مقابل تأكدي من السير على خطى الركب و شاهدنا الأضواء و بدأنا السير على الطريق المعبد فدبت فيني الشجاعة ( متأخرة قليلا ) و صرت أسير بثقة اكبر حتى وصلنا بالسلامة …

و اهم ما تعلمته في هذه الرحلة هو:
١- ان على القائد ان يعرف مستوى اتباعه .
٢- ان يعرف مدى ثقتهم بقيادته او ان رحلته في قيادة شركته لن تصل الى منتصف الطريق.
٣- ان القائد لن يجني بحسب قدراته بل وفقاً لقدرة اضعف شخص في فريقه (كاتب هذا المقال في هذه الرحلة)…
٤- ان التخطيط و التنظير أسهل بكثير من التطبيق و تحويل الكلام الى أفعال.
٥- سعة صدر القائد و تحمل أخطاء تابعيه بابتسامه.
٦- ان يكون القائد مميزاً و متميزًا فيما يقوم به.
٧- في الأزمات تكون الخطوة الواحدة إلى الأمام هي كل ما تقدر عليه و هي كل ما يجب عليك فعله.
٨- في بعض الاحيان نحتاج الى الرجوع للخلف حتى نستطيع التقدم للأمام.
٩- ساعد غيرك و شاركهم ولكن لا يكون في ذلك ضرر عليك.
١٠- في أوقات الرخاء علينا ان نتقوى حتى اذا أتت المصاعب نكون اقدر على اجتيازها.
١١- حتى افضل القادة يحاولون اكثر من مرة و يجربون اكثر من طريقة للخروج من الأزمة.
١٢- إقبل مساعدة من يعرض عليك المساعدة خصوصاً اذا كان من اهل الاختصاص و الخبرة.
١٣- دور القائد اكبر من مجرد شخص يسير في المقدمة و يقوم بالتنظير.
١٤- أسهل شيء هو إلقاء اللوم و العتب وقت حدوث الأزمة لكن هذا الفعل لن يخرجك منها.

نُشِرت في تطوير الاعمال | 2 تعليقان

خماسية لنجاح الشركات


كنت في حوار مع احد مدراء الأقسام (عاطف) و قلت له اننا لكي نحقق النجاح فعلينا بزراعة هذه العناصر في قادة الشركة الحاليين والمستقبليين وهي ببساطة …

1- ان يكون المدير قادر على اصدار قرارات لصالح شركته وهذا يحتاج الى تدريب لاننا كشعوب عربية نخاف من الخطأ, وكما حدثني احد الخبراء البريطانيين في مجال الإدارة انه بعد دراسة تم اكتشاف ان نسبة الصواب والخطأ في القرارات سواء كانت مدروسة او غير مدروسة تكون قريبة من بعضها البعض فحاول ان تاخد اكبر قدر من القرارات و بعد ذلك قيم الوضع و عدل قرارك ان لزم الأمر.

2- تحمل المسؤولية يخاف الكثير من اصحاب القرار من تبعات قراراتهم فيحاولوا الصاق التهم على الإقتصاد والأزمة المالية أو على سوء الموظفين وعدم اخلاصهم في العمل او على قوة المنافسة في السوق وان الأعمال اصبحت غير … وغير ذلك من الحجج الواهية او يحاول ان التهرب من العنصر الأول فلا ياخذ قرار بنفسه بل يلجأ إلى غيره حتى اذا اخطأ يقول ان هذا كان رأي فلان من الناس … يجب على صاحب الشركة ان يتحمل و يتقبل الأخطاء لأنها هي من ستصنعه و كلما كان الخطأ اكبر كلما كان الدرس المستفاد اكبر و كلما كانت النقلة النوعية في الشركة اكبر.

3- الحزم هناك حب غريزي لدينا ان نكون مقبولين من الأخرين فلا نريد ان نكون حازمين مع من نرأسهم حتى يضل الود موصول ولكن هذا يسبب مشاكل كبيرة في الشركة حيث التسيب او عدم المبالات تكون احد النتائج الرئيسية لترك الحزم.

4- الحب اذا كان صاحب الشركة ليس لديه الحب لما يقوم به او الموظفين فالافضل عدم العمل في هذا المجال لان التميز يكون بالأبداع والإبداع لا يكون إلا اذا وجد الشغف و التفكيرالدائم و هو الحب في حد ذاته … فالشركة التي تخلوا من الحب تكون البيت الخرب الذي يسكن في الناس بحجة انه ليس لديهم غيره . فهذه بداية الإنهيار لأي شركة.

5- التواصل يتهرب كثير من اصحاب الشركات عن التواصل الحقيقي والإيجابي مع الموظفين و يكتفي باعطاء الاوامر او النواهي او بالحديث مع شخص آخر لكي يوصل وجهة نظره لزميله او للتمتع بالحديث عن عيوب هذا الشخص الغائب … اذا لم تكن هناك خطوات فعليه لتاصيل الحوار في الشركة بين المدراء وبين المرؤوسين و روؤسائهم و تدريبهم على ابجديات التواصل فلن نستفيد من العناصر السابقة فالتواصل و الحوار هو شرايين الدم بين الأعضاء واذا حدث ان انقطعت او تجلطت فإن العضو او الشركة ككل قد تنتهي.

نُشِرت في تطوير الاعمال | أضف تعليق

كيفية رفع مستوى المبادرين و مساعدتهم لصناعة النجاح …


تشرفت يوم الأحد بالجلوس مع القائمين على شركة المشروعات الصغيرة فلهم مني جزيل الشكر علي المجهود الكبير الذي يقومون به لكي يساهموا برفع نسبة نجاح مبادريهم و تقبلهم لنقاش جوانب عديده من عدة اشخاص فهم لا يردوا يد العون من اي مبادر…

ومن النقاط التي تم طرحها هي هل العلم له علاقة بالنجاح و كانت الإجابات متفاوته لوجود قصص فشل حصلت مع بعض الدكاترة في ادارة الاعمال من افضل ١٠ جامعات في امريكا و قصص نجاح ممن لم يكملوا دراستهم وبدأو اعمالهم في الفول او مشاريع متواضعة و انهوا رحلتهم بنجاح كبير …
فتوصلنا ان هناك جامعة الشارع و الجامعة الاكاديمة … و دار الحوار عن اهمية جامعة الشارع و علومها التى لا تؤخذ الا ممن قاموا بمثل هذه الاعمل بأيديهم …

و تابعنا الحديث عن اهم اسباب النجاح … فتحول النقاش الي اهم و اكبر المشاكل و العوائق و توصلنا الى ان اهم شي هو التركيز على اكبر مشكلة في كل مشروع لان بحلها نكون قد قفزنا بالمشروع عدة خطوات و تركز حوارنا على المشاكل الماليه…

وكان للتحفيز نصيب من هذا الحوار … فكان السؤال هل التحفيز المالي ممكن ان يرفع التحفيز عند المبادر … فكانت اغلب الإجابات ان لكل مبادر شخصية خاصة و ان لكل شخصية ما يحفزها للعمل والنجاح فيجب ان نضع جميع المبادرين في صندوق واحد و معاملتهم على انهم شخصية واحده
والاهم هو تحفيزهم وليس إجبارهم و عن اهمية الأسئلة و فنون طرحها لما لها من الفوائد في توسعة مدارك المبادر و مساعدته لرؤية شمولية أوضح عن مشروعه و السوق الذي سيدخل فيه …

وبعدها تطرقنا ألي صعوبة الدور الذي تقوم به هذه الشركة فعليها دور التوجيه و كذلك هي شريك استراتيجي يهدف لنجاح المشروع و التخارج منه بأسرع وقت حتى تتاح الفرصة لاستقبال مبادر و مشروع جديد…

فلهم مني كل شكر والتقدير على استقبالهم و صراحتهم في الحوار … و الحرقة في العمل والحرص علي أموال البلاد و تنمية طاقات الشباب الكويتي…

فشكرا لكم

نُشِرت في تطوير الاعمال | 3 تعليقات

أنا لا أريد بتاتاً أن أكون أفضل من أحد ،،، كل ما أريده فقط أن أكون أفضل من.. نفسي..


كلمات كنت ارددها دائماً … انا لا اريد ان اكون افضل من احد و التنافس هو تنافس بيني و بين نفسي ووصلني هذا المقال من الأستاذة ام يوسف حفظها الله … فقالت كل ما كنت اريد ان اوصله و اكثر باسلوب ادبي راقي فاترككم مع المقال

من خواطري

“”أنا لا أريد بتاتاً أن أكون أفضل من أحد ،،،
كل ما أريده فقط أن أكون أفضل من.. نفسي..””

لن يخشاك الناس ولن يتوجسوا منك
إن كُنتَ وببساطة لا تُنافسهم ولا تتحداهم
اجعل نفسك هي “ميدان التحدي” عندك..

وستفرح لنجاح غيرك من قلبك
لأن قلوبنا مثل هذه الدنيا،، تَسع نجاحك ونجاحي ونجاح ملايين غيرنا..

تذكّر نحن لا نعيش في جزيرة صغيرة نائية يسكنها عشرة أُسر
حتى تتصور أنك الوحيد الذي يجب أن يتميز ويتفرد وينجح وإلا “راحت عليه”!
العالم كبير و يسعنا جميعاً

كلما نجح أحدهم، نسبوا له مئة تهمة ورصدوا له ألف علّة، وفتشوا عن عيوبه وأظهروها حتى وكأنهم بلا عيوب،،
كل هذا ليشعروا بقليل من الراحة ، وليتهم يرتاحون!

كل إنجازهم الذي يفاخرون به
أنهم كشفوا حقيقة الكاذب،، وأنهم جمعوا الأدلة على خطئه ،،

مساكين أيُّ إنجاز يهدرون فيه الأوقات الغاليات، وذاك الناجح ماضٍ في إنجازه الحقيقي
أما هم فيعيشون يشغلون بالهم به ويصدِّقون إنجازاتهم الوهمية..

مسكين من لم يستطع أن يعمل شيئا، فاستهزأ بمن يعمل..

مسكين من لا يعرف كيف يُنجز، فراح يُقلّل من إنجازات غيره

مسكين من يعتقد بأن كل مشروع ناجح وكل إنسان عامل يُشكِّل تهديداً خاصاً على أمنه الذاتي

مسكين من يجلس على أريكته ثم يتسائل ما الفائدة من جهد فلان ؟ وماذا جنينا من مشروع علاّن؟ أرجوك ما الفائدة منك أنت ؟ أيها المسكين..

مسكين من يعتقد بأن كل الناجحين المنجزين هم في الحقيقة مُتنَفِّذين “ووراهم ظهر”و ” عندهم معارف” و ” ماوصلوا الا بالواسطة”… وغيرها من هذه الكلمات التي تعمل كالمورفين تسكن آلام قلبه المخلوع حسداً، أو كقطع الثلج تبرد على قلبه المحروق غيظاً..

أهكذا هي الحياة ؟؟!! نعم ،،عندما يراها المسكين من ثقب إبرة
وفوق هذا لا تنسوا أنه هو الفاهم العارف الذي إن مسك هذا المشروع فسيكون تحفة أو أخذ هذا المنصب فسيكون جديراً، أو لو عمل ذاك العمل لنجح وكسّر الدنيا..

حقاً؟! أين أنت؟! تعال اتحِف العالم ، وكسّر الدنيا ، ماذا تنتظر ؟!
ومن الذي وقف في طريقك؟؟
أم أنك مازلت ترى الفرص هي فرصة واحدة واستحوذ عليها غيرك.. ومازلت تظن أن الحياة حلبة صراع إما فائز أو خاسر..

لقد ضيّقتَ واسعاً ،،وقد ضيّعتَ الكثير الكثير وتظن أنك أفضل من كل من تذمهم وتنتقدهم وتقلّل من عملهم
في أيِّ شيءٍٍ أنت أفضل؟ قُل لي
إذن أظْهِر الأفضل من نفسك و سيغطّي على كل سوء..
بدلاً من أن تتنطع بين حينٍ وآخر بإبداء مساوئ غيرك وأحياناً تحت مسمى الدين للأسف..

“ويَحْسبون أنهم يُحسِنون صُنعاً”
إنهم مساكين

لا نكُن من الـ “مساكين”
ولِنَكُن فاعلين ناجحين متميزين منجزين،، أو على الأقل مشجعين متعاونين مُساندين
كلنا نستحق ذلك..كلنا ومعاً..

نجاحك أخي الإنسان يزيدني هِمّة،، وتميزك يُبهج روحي ، وإنجازك أفخر به كرصيد للإنسانية وللإسلام..
نحن شركاء في هذه الحياة
ربْحُك لا يجعلني خاسرة..بل يَصُبُّ في رصيدي كإنسان

صاحَبَكُم التوفيق حيثُ كنتم
وفقنا الله وإياكم لما يُحب ويرضى

نور عبدالعزيز الشايع
١-٩-٢٠١١

نُشِرت في تكوين الثروات | الوسوم: | 2 تعليقان

ما هو وعدك و ما هي الإجراءات لإنجاحه


في بداية الشهر كتبنا مقال عن البساطة بانها هي اول مفاتيح النجاح و هذا دليل علي ذلك فشركة مثل شركة فيديكس و هي شركة عالمية في نقل البريد و البضائع تقول وتؤكد ان سبب نجاح اي شركة هما كلمتين نعم فقط كلمتين وهما ” الوعد و الاجراءات”

1- الوعد: وهو وعد يستحيل تحقيقه حاليا و يجب ان يكون وعد واحد و ليس عدة وعود.
2- الإجراءات و الأعمال التي تضمن تحقق الوعد في كل مرة و في كل يوم.

فوعد فيديكس هو “توصيل الشحنات في موعدها كل يوم” و هذا الوعد كان مستحيل قبل وجود هذه الشركة فقد كان من الأمور المستحيلة ان يصل البريد في موعده كل مرة و كان هذا هو الواقع و كان على الناس التأقلم مع هذا الواقع حتى جاءت شركة فيديكس… فبمجرد انهم عرفوا الإجراءات و الاعمال التي يجب القيام بها كل يوم لعمل هذا المستحيل تحولت الى شركة ناجحة و تميزة على مستوى العالم ككل و ليس على مستوى بلد او قطاع.

ما هو وعدك المستحيل لعملائك؟
ما هو الشيء الوحيد المستحيل الذي اذا استطعت عمله تستطيع قلب و تطوير هذه شركتك؟
ما هي الإجراءات والأعمال التي تضمن تحقق هذا الوعد المستحيل كل يوم و مع كل عميل طوال الوقت؟
اذا استطعت عمل ذلك فانك ترسم المستقبل الزاهر لشركتك فهل تحتاج شركتك الوقت للتفكير و تحدي الواقع و المعقول.

كل ناجح لديه قصة عنده وعد مستحيل قد قام به، فماذا تدير ان تكون قصتك؟
مايكروسوفت ويندوز و اوفس في سهولة استخدام الحاسب الآلي
ابل الايباد والايفون والايباد
امازون اكبر مكتبة علي مستوى الانترنت

اجعل كل اعضاء شركتك يعشقون قصتك و أحلامك و اهداف شركتك لكي يكون ذلك زاد لهم و معين.

نُشِرت في تكوين الثروات, تطوير الاعمال | الوسوم: | تعليق واحد

ما هي رؤيتك !!! و هل نجاحك لك فقط !!


جلست مع ابن لاحد تجار الكويت المشهود لهم بالسمعة الطيبة و دار حوار حول ماذا يجب ان نقوم به و اين يجب ان نتوجه بأعمالنا في الفترة القادمة و توصلنا في نهاية الحوار الى هذا السؤال وهو
ما هي رؤيتكم و اين هو هدفكم خلال ١٠ او ٢٠ سنة القادمة فعندما تتضح الرؤية يسهل اختيار الوسيلة المناسبة فبدونها كل فرصة تاخذك يمنة و يسره و كل ذلك يكون بغياب الرؤية الإيجابية التي تنفع البلاد و العباد فما هي رؤيتك و تكون هذه الرؤية عن طريق التمرين التالي

لنتخيل انك نجحت في كل اعمالك و حققت ذاتك و وصلت الي مبتغاك … و بعد ٤٠ او ١٠٠ سنة من النجاح الغير مسبوق ماذا سيتغير للأفضل في هذا العالم بسبب نجاحك !!!
او ماذا سيتغير للأفضل في بلدك بسبب نجاحك !!!

يجب ان يكون خيرك متعدي للغير و تكون لرؤيتك و لرسالتك نتائج إيجابية سواء عالميا او محليا و لكن وجود مثل هذه الصورة في رؤيتك و رسالتك سيجعل من نجاحك أسهل و فرصتك لتشجيع العاملين معك اكبر و اسهل لان هدفك ايجابي و هو ليس مقتصر علي جمعك للمال او الثروة للاستمتاع به لشخصك الكريم و لكن لنشر فكرة او تطوير واقع و يقول جم رون ” لن تحصل على ما تريد حتى تساعد عدد كافي من الناس على الحصول على ما يريدون”

لان الانسان بطبيعته يقوم بأمور أكثر ان كانت للغير و الافضل من هذا ان يكون التوافق في الرؤية وهو امر ليس بالسهل و لكنه من الأهمية بمكان بحيث يكون النجاح للشركة هو نجاح للموظفين و كذلك يدعم قضية مهمة سواء للبلد او للعالم

نُشِرت في تكوين الثروات, تطوير الاعمال | الوسوم: | 2 تعليقان