مدن في الجبال


كنت أسير في جبال تركيا تحديدا في مدينة طرابزون و بعد جهد جهيد في السير بين هذه الجبال توقفت لأستريح …
هذه الطرق قديمة قبل قرابة ٢٠٠٠ عام …
و راودني هذا الخاطر …
هم قاموا ببنائه بدون الوسائل الحديثة و المعدات المتطورة و أنا عاجز عن السير فيه …
نعم إحتجت أن أرتاح عدة مرات قبل الوصول إلى المدينة المنشودة! …
قالوا لي أن الوقت تقريبا ربع ساعة …
و قد أخذ مني أكثر من ساعة …
كيف إستطاعوا بناء مدينة كاملة في منتصف الجبال ليست في قمة الجبل فهناك الجليد و ليست في قاعه فهناك الأنهار و الفيضانات ولكنها معلقة في المنتصف و الأغرب من ذلك أن درجة الحرارة في هذه القرية الجبلية هي أدفأ من أسفل الجبل مع العلم أننا كلما أرتفعنا إنخفضت درجة الحرارة و لكن ليس في هذه القرية فما هو المجهود المبذول في إختيار المكان و ما هو الجهد المبذول في إنشاء هذه القرية المكونة من عدة طوابق نعم هذه القرية تحتوى اربع أدوار فوق بعضها البعض بشكل يجعلها جزءا من الجبل …
كم من الوقت إستهلكت و كم من الأجيال إستغرق بناء مثل هذه المدنية و مثلها كثير في العالم هم عرفوا ماذا يريدون و توحدوا و صنعوا المستحيل من غير تقنياتنا الحديثة ووسائلنا التى نفتخر بها و لكن السؤال الحقيقي هو ماذا نريد نحن …
ما هي البصمة التي نريد أن نذكر بها و وتفخر بها الأجيال من بعدنا؟

و اعلم أننا لن نستطيع عمل شيء مميز لوحدنا نحن نحتاج إلى فريق أو فرق عمل يكمل بعضها بعضا يعيشون الهم لصناعة شيء لم يكن له وجود إلا في مخيلتهم …
أو لحل مشكلة دولية كانت أو إجتماعية …
هم يعيد بث الحياة في الإنسان …
هدف يجعلك تستيقظ كل صباح هذا إن إستطاعت النوم بالأساس …
هدف يجعل للحياة قيمة و للزمن ميزان و إعتبار …
فهل تملك هذا النوع من الأحلام و الأهداف إن كان الجواب بلا فهذا هو أفضل وقت للإختيار و إن كان جوابك بنعم و تريد صناعة المستحيل في مجال تخصصك …
وتريد أن تحول هذا الحلم إلى حقيقة تواصل مع من تميز في مجالك على مستوى العالم لتكون فريقك الذى يحمل حلمك ويبذل في سبيله الغالي و النفيس …
جد وإجتهد في مجال تخصصك
تميز بما تقوم به فهذا ليس طريق الراحة و الخمول ولكنه طريق التميز و الخلود …
طريق يؤهلك لحفر إسمك في كتب التاريخ و التراجم …
لا تقول هذا الشيء غير ممكن …
فنحن نعيش في عالم المستحيلات …
الطائرة و السيارة و العمارات الشاهقة و اجهزة المحمول …
هذه بعض المستحيلات التي جالت في خاطري واليوم قد جاء دورك فأشرق و تميز بعلمك و همك وأمضي في طريق هدفك المنشود …ولا تقول لي ان القطار فات وأن الوقت الحالي يخلوا من الإنجازات فهذه قصة ليست قبل آلاف السنين ولكنها حصلت الإسبوع الماضي …
تواعدت مع أحد الأصدقاء ممن يعيش في إسطنبول وكان الوعد في أحد المقاهي المشهورة في أحد الأسواق هناك …
وأول اللقاء …
أخذ يتحدث باللغة التركية يرحب و يهلل مع أحد العاملين في المقهى …
وبعدها التفت علي وقال هذا الشخص هو فرد من أسرة مكونة من ٩ إخوة مستوى معيشتهم أقل من الكفاف صارعوا الفقر والجوع ولكنهم مميزون وهو الأكبر بين أخوته …
فقلت في نفسي إجتهد وعمل لكي يحسن وضعة …
ثم أكمل قائلا
عندما بلغ الرابعة عشرا أخذ المسؤولية على عاتقه لتغيير واقعه وواقع أسرته …
فعمل بأحد الوظائف براتب ٤٠٠$ أمريكي تقريبا …
فكان يعيش بربع الراتب و يدخر الربع الثاني و يحول نصف راتبه لإسرتة لكي يتعلموا و يكملوا تعليمهم …
و بعد بضعة سنوات إستطاع جلب أخيه من القرية وساهم في توظيفه و أقر عليه ما أقره على نفسه من قبل النصف للأسرة و الربع معيشة و الربع الأخير للإدخار …
و بعد بضعة سنوات وجدوا محل للإيجار فقاموا بشراء حقوق ملكية أحد المقاهي من مبلغ الإدخار و تركوا العمل عند الغير و بدأوا في مشروعهم وها أنت ترى هذا المقهى فهو نتاج إجتهادهم و جدهم …
فقلت له هو يملك هذا المقهى !!!!
فرد علي نعم و جميع إخوته قد أنهوا تعليمهم و هم قد تبدل حالهم وأصبحوا يوظفون وقد كان من الصعب عليهم الحصول على وظيفة كريمة …
ومن الجدير بالذكر أن هؤلاء الإخوان التسعة من حفظة كتاب الله …
فما أجمل أن يتوج العلم بالعمل و تتوج الخطة بالتنفيذ وأن يكون القائد صاحب حلم مستحيل ثم يشاهده حيا أمام عينيه …
هذا القائد لم تمنعه النعمة على ترك العمل و الإلتفات إلى مسرات الحياة …
بل لازال يعمل ولا تستطيع تمييزه عن موظفيه …
في أغلب المقاهي و المطاعم تجد المدير يلبس ما يميزه و إذا صادفت صاحب المقهى فتجده جالس مع أصحابه أو تجده يأمر وينهى …
لكن أن تجده يعمل مثلهم و يقف و يرحب بالزبائن ويأخذ الطلبات فهذه إشارة إلى أنه صاحب حلم كبير أكبر من الواقع الذي يعيشه والذي يعتبر للناظر من بعيد أنه من المستحيلات …
وسوف نشاهده بعد بضعة سنوات و نشاهد ما آل إليه وماهي الإنجازات التي سيحققها …
والأهم من ذلك هو ماذا تريد تحقيقه …
هل لديك حلم كبير يجعلك تغير واقعك و تصنع الواقع الذي ترمي إليه …
بالجد والإجتهاد و العلم و التعاون فيما بيننا نصنع المستحيل …

About سالم العبدالجادر

أؤمن بأن عملي هذا يهدف الى رفع الإنتاجية في شعوبنا العربية … و سيكون بالعمل مع مئة تاجر وإعادة صناعة شركاتهم حتى تتحول الى شركات مليونيرية تدار بيوم او يومين بالأسبوع بشرط ان يتبرعوا بعشرة بالمئة من أرباحهم لأي جهة خيرية … عن طريق التوجيه نقوم بتنمية قادة الشركة و تطويرهم حتى يستطيعوا عمل ذلك … لكي تعرف المزيد يشرفني زيارتك للموقع التالى http://kw.linkedin.com/in/salemaljader من وجهة نظرى لا يمكن لاي شركة ان تحقق خسارة ... و في حال وجود الخسارة يمكن اعادت توجيهها ... خلال السنوات الماضية قمت بالعمل مع العديد من الشركات وتم التطوير والإستفادة وزيادة الربحية من دون إضافة لرأس المال او أي تغيير جذري في طاقم العمل ... إن أردت أن تجرب ... عليك القيام بأمور كثير لم تكن معتاد عليها من قبل ... يقول اينشتاين "اذا غيرنا كيف ننظر إلى الأمور سوف تتغير نتائجنا "
هذا المنشور نشر في تكوين الثروات وكلماته الدلالية . حفظ الرابط الثابت.

11 Responses to مدن في الجبال

  1. وليد البسام كتب:

    اخي الفاضل: في بدايه كلامي لايسعني الا ان اتقدم بالشكر الجزيل وعظيم الفخر لهذه المقالات التي تتحفنا بها من هذا المدادالذي (خاويته )منذ ايام الدراسة
    واعلم اننا بانتظار مقالاتك بعد كل مقال تتحفنا بالافكار وتشحذذ الهمم بها
    فجزاك الله عنا كل خير

  2. فعلا أستاذي
    هذا ما عشته تماما خلال فترة الأربع إلى الخمس شهور الماضية
    وبالأمس جنينا ثمار جهدنا
    فالتوفيق كان في اختيار فريق العمل
    ثم وضع حجر الأساس بخطة العمل
    وتوزيع المهام والمسؤوليات
    وتوفيض كلٌ لأداء ما وُكِّل به
    والأهم من هذا وذلك
    الإيمان اليقيني بالحلم وبفريق العمل
    والحمدلله لقد وصلنا لأكثر ما كنا نطمح له
    وأصبح هذا العمل بداية تعاونات ومشاريع مستقبلية كثيرة ولله الحمد.

  3. Faisal bin ali كتب:

    شكرا مستشاري المالي وأخي سالم محمد العبدالجادر على هذه المقاله وسأذكر أهم نقطة تشغلني في الموضوع ألا وهي شبكة العلاقات المميزة التي يجب أن تحيط بالناجحين وأتمنى منك بوضع بعض الخطوات المساعدة لهذه النقطة الجوهرية وأبشرك ما زلت في خطتي الادخارية والاستثمارية دعواتك لي بالثبات والتقدم والبركة / محبك فيصل بن علي ؛ ) 

    • كابتن فيصل كل الشكر لك
      فرحت بإستمرارك على مخططك المالي واتمنى لك النجاح
      بالنسبة للعلاقات إنني في الوقت الحالي اقوم مع فريق عمل بترجمة كتيب صغير و مميز في العلاقات و سوف ارسله لك الأعضاء المشاركين في المدونة

  4. Osama Al Saleh كتب:

    صح لسانك، وآمين اجمعين

  5. احب دائما ان ارى صاحب العمل يعمل مع موظفيه بكل تواضع وبروح فريق واحد بهدف واحد

    شكرا لك يا استاذي الكريم

  6. malek كتب:

    السلام ، مقال رائع وممتاز وجزاك الله خير . من الذي قال ان الكويت ما فيها مبدعين ؟ لا شك انت ترسم صورة جميلة للشباب الكويتي المثقف والطموح وهي صورة بلاشك عكس صورة اوضاعنا السياسية المتردية

  7. المحامي منصور الذايدي كتب:

    مقال رائع و الامثلة كانت غاية في التاثير و الواقعية
    مشكور …….على الفائدة

  8. د.موفق هناندة كتب:

    جزاك الله عنا كل خير، مقالات جميله ومعبرة وذات معنى، لك منا كل التحية والتقدير

اترك رداً على سالم العبدالجادر إلغاء الرد